راحوا الطيبين .. فعلاً
في الماضي كانت للأم سلطة
وللمعلم سلطة
وللمسطرة الخشبية الطويلة سلطة ?
نبلع ريقنا أمامها
وهي وإن كانت تؤلمنا
لكنها جعلتنا نحفظ جزء عم
وجدول الضرب
وأصول القراءة وكتابة الخط العربي
ونحن لم نتعد التاسعة من العمر بعد
***
في الماضي كان ابن الجيران يطرقُ الباب ويقول :
( أمي تسلم عليكِم وتقول عندكم بصل .. طماطم .. بيض .. خبز )
أخوان في الجوار والجدار وحتى في اللقمة
***
في الماضي كانت الشوارع بعد العاشرة مساء
تصبح فارغة
وكانت النساء
يمكثن في بيوتهن ولا يخرجن أبدا في المساء
وكان الرجال لا يعرفون مكانا
يفتح أبوابه ليلا سوى المستشفى والمطار
***
في الماضي لم يكن النقاب غريبا
وكان الستر في الوجوه الطيبة الباسمة
وكانت أبواب البيوت مشرعة للجيران
والترحيب يُسمعُ من أقصى مكان
والدلة يُشمُّ بهارها في كل آن
كيف كنا و كيف أصبحنا !!
هؤلاء من نقول عنهم :
.. راحوا الطيبين .. فعلاً