Step by step
لِتتجاوَزَ عقباتِ هذا العالم , ليسَ عليكَ إلا أنْ تقولَ - جَمِيلٌ ومُحفّز - وتُهيّىءُ نفسُكَ بالكثيرِ من هذرةِ هذا الكلام , الكلامُ الذي يتشكّلُ على فمكَ كـ رغوة , ما إن تلفِظُ بِها إلا وترى الكلماتَ تتفرقعُ أمام عينيك , لتصلَ إلى الأفُق , وتُومِىء برأسكَ للأعلى حيثُ السماءَ والنّورَ الذي يتسرّبُ إليها/منها , وترىَ الصّفاء. كـ طفلةٍ تعودُ من مدرستها مُتّسخة من أثرِ فُسحتها وشغبها , ومعَ هذا يسودُها البياض ,
لتتجاوزَ عقباتِ هذا العالَم , عليك ألّا تُفكّرَ كثيراً , ألّا تُفكّر أصلاً , ثُمّ إنّكَ - تجاوزتَ ومبسوط - !
.
.
صُوَرْ ومشاهِدْ .
لم يحدثُ أن رأيتُ أشياءَ في حياتي جميلة , أو تستحقُّ أن أُصنّفها كذلك , أقصِدُ بالجمالِ هُنا , المُختلفُ الذي لا يراهُ إلا أنا. وأنا فقط , وبنايةً عليه صارَ جميلاً ومُختلفاً .
كُل الأشياءِ التي شاهدتُها , أو سَأشاهِدُها , يستطيعُ أن يُشاهدها - حِمار - يركبهُ بدويٍّ , ويسيرانِ سويّاً ناحيةَ الجبَل , بل إن بإمكانهم أن يرونَ الأشياء بطريقةٍ أجملُ من صخبِ رؤيتي المُتّسخ , بإمكانهم أن يُشاهدو - ألوانَ الطّيف - التي لم يحدث أن رأيتها إلا مرّتين في حياتي . مرّةً في السّادسة أو الثامنة لا أذكُرُ تحديداً , والأخرى الآن في عمّي " جوجل" ! يستطيعونَ أيضاً أن يُشاهدو الحياة , الحياة التي تعيشونَ فيها وما حصلَ لكُم أن رأيتموها قطْ !
شُعورٌ مُضحك/مُبكي , عندما يستطيعُ الآخرون/الحيوانات . أن يرونَ الأشياء التي تتوقّعها جميلة بنفسِ طريقتك , وتشتركون في قذارةِ الرُؤية سويّاً , وأنتَ تتوقعُ أنهُ لا أحد يستطيعُ أن يفعلْ !
.
.
78
مُذ قالَ :
أنتَ أعمى ,
لم أَعُد أَبْصُرُ شيئاً .. !
بِتُّ أتحسَّسُني كثيراً ,
خوفَ ألّا
أرَانِي !
.
.
مَسرحيّة
بِعفويّة مُحتّمة كنتُ قد : مِتُّ , لم أرغبْ في السّيرِ كثيراً , ولكنّ ماحدثَ كان بمثابةِ قلق , كانت يدايَ التي تُشيرُ إلى نافذةِ الوصل : انقطعت ! , وبدأ شيءٌ ما يُخيفني , شيءٌ على هيئةِ - رِجلٍ - تَطأُ على صدري تماماً , كالهمّ الثقيل الذي يأتيكَ عندَمَا تُفكّرُ بـ الغد , حاولتُ التخلّصَ مِنهُ بِشكلٍ خبيث لِأعودَ من جديد وأقولُ : أني قد مِتّ . خبّئتُ قُدرتي على الحديثِ في الظلام , ويدايَ لازالت عالِقة , ارتعشتُ كثيراً , الوقتُ مُتأخرٌ جدّاً , فقدتُ إحساسي ويداي , بعفويّةٍ تامّة : نـ/مِتْ !
صوتٌ من جديد , ينفخُ بي رُوحَ الحياة بأنْ : استيقظ !
- كانتْ اغماءة , مَعَ أنهُ كانَ يجِبُ أنْ أموت !
.
.
أفكَارْ .
لا ياصديقي ..
لا تتوقّع أنّ هذا العالَمَ
مشغولٌ بك !
وأن الليلَ يأتي ليسقطَ على كتفك !
العالمُ - مشغولٌ - بنفسه ..
ويفكّرُ في لُقمةٍ يأخذها من فمِ أحدهم !
لِـ ينامْ !
.
.
اشششش
أصْدِقاؤُنا الذين تورّطنا بِهم ,
وأعطيناهم الكثيرَ منّا ومن أشيائِنا , كلامِنا , صدقِنا , وراوئحنا , بلْ حتّى صارحْناهُم في أسمائِنا , الذين لازالتْ ذكراهم تسرحُ بنا , ونصطدمُ بهم في أقربِ مُفترقِ ذكرى يطوينا معهم , وندفعُ لهم مشقّةَ التذكّر. عاهدونا قبل أن يرحلوا أن يكونوا بِـ -جوارنا- , ولفرطِ ما أتيناهُم صاروا لا يستطيعونَ رُؤيتنا , انقلبوا ضدّنا , كانوا يرونا في العتمة , وأصبحوا لا يستطيعونَ مُشاهدتنا حتّى في الضوء , كُنا نتسلّقُ قلوبهم كـ أطفالٍ ويبتهجونَ بنا , ينامونَ على ذكرانا وتراتيلِ أصواتنا , يسمعونَ أغانينا فيهم , أماكنُهم لا زالت شاغرة بعد ذهابهم , لكنّهم .. نسوا أن يُقدمّوا لنا شيئاً واحِداً حالفونا عليه :
نسوا أن يأخذوا منّا - هُم - , أو يأخذونا معهم ,
ويُبقونَا كما كُنّا - لوِحدنا - .. !
.
.
01
ارفع صوتَكَ
قليلاً ..
قليلاً !
لا أُريدُ أن أسمعَ
- صَدَى الفراغ -
الذي تُخلِّفهُ ,
أفكارُكْ !
.
.
حُزن + حُزن = حُزنين
أحزانٌ كهذهِ لا ينبغي أن نحزنَ عليها , باردةٌ مثلَ ماء , وغبيّة مِثلَ كذبةٍ ليليّة , وبعيدة كـ وهم , تُساعدنا أن نعيش أو نتذكّر الفرح الذي سيأتي , تتعلّقُ في الجميعِ دائماً ولا تسقطُ منهم , أحزانٌ كهذهِ مُهترئة مثل سُروالِ فقير يقفُ على عمودِ إنارة ويبسطُ يدهُ للمارّين ..
تُسامِرُني كثيراً , ونسمعُ صوتَ الأغاني مَعاً , ونتَهاتف .. أحزانٌ أخطؤوا في تسميتها - أحزانْ - , ليسَ فيها منْ دُموعٍ ولا إِسراف , تتشبّثٌ بنا كـ روتينٍ يدُوم , لاتَكْبرُ أبداً وحجمُها واحد , لا تُخلّفُ القلقَ والهم , وتتطلّع لصُنعِ حياةٍ جميلة !
.
.
اصحى
لا تكُن غبيّاً , وتُصّدق :
( احتفظ بالأشياءِ ليومكَ الأسود )
صدّقني في ,
يومُكَ الأسْود ..
لديكَ من - التّعاسةِ -
مايكفي
لموتٍ قاتم !
.
.
صُراخ
أشعرُ أني واحد ,
وبداخلي اثنينِ يتخاصمونْ !
اثنينِ , كُلَّ واحدٍ يُريدُ أن يجلسَ في - الظّل -
مع أنهُ ,
ليسَ هُناكَ ظِلْ !
.
.
أو
تجرّني - بلادتي - الزّائدة ,
مِن ياقةِ ثَوبي ..
وتفضحُني أمامَ النّاس ,
مثلَ سُفرةٍ عليها بقايا طَعام !
تَلتفُ حولي تماماً ..
وتُشكّلُ بِداخِلي , كثَافةً كبيرة لحجبِ رُؤيةِ النّهار ,
وتجعلُني : أبله !
أسيرُ هكذا
بأُذنين تكفي لجمعِ هواءٍ مُلوّث !